فرحات بن سعيد ..آخر أمراء العرب:

فرحات بن سعيد ..آخر أمراء العرب:

====================

.

بقلم الأستاذ عبد الكريم البوسعادي 

شيخ العرب، من قبيلة الذواودة العربية، فرحات بن سعيد، خليفة الأمير عبد القادر، والصديق الودود لأولاد نايل، خاصة منهم أولاد خالد و أولاد رابح الذين كان يجد عندهما السند و المدد .

.

ولد سنة 1786 وتقلد مشيخة العرب سنة 1821م في واحة سيدي خالد، حيث قدمت إليه وفود القبائل العربية يبايعونه على السمع والطاعة.

.

والدته هي رجراجة بنت الشيخ بن الحداد شيخ الزاوية الرحمانية بمجانة ببلاد القبائل الصغرى .

.

أمضى سنوات عديدة في منطقة واد ريغ متزعما الطرود، و قد ساعد سلطان تقرت ابن جلاب الخازن سنة 1814م في الاستيلاء على مدينة تقرت.

.

كانت خصاله تستهوي الناس وتأخذ بمجاميع قلوبهم، كان  يحرص على ارتداء الثياب البسيطة مقارنة بما يرتديه خصمه اللدود بن قانة من الثياب الفاخرة، يجيب بأن الثياب الجميلة للنساء، أما جمال الرجل فيكمن في ذراعه وكلمته".

.

سئل ذات مرة عن حذقه في الرماية بالبندقية فقال: لست أعلم كيف أسدد من بعيد، ولكنني ، في المعركة، لم أرم قط دون أن أصيب عدوي".

.

ورغم خلافه وقتاله مع احمد باي لمدة سبع سنوات، الا أن هذا الأخير يقول عن فرحات بن سعيد ( أشهد أنه رجل بارود وصاحب ذراع، ولقد حاربني مدة سبع سنوات، فكان في المعركة يقابل مائة وحده، ويعتبر بوعزيز(بن قانة)  الى جانبه امرأة اذا ما قورن به).

.

لم يطلب المشيخة، بل إن مشايخ القبائل العربية في ذلك الوقت هم من وفدوا إليه في سيدي خالد ونصبوه شيخا لهم وقائدا عليهم. "فتولى فرحات بن سعيّد زمام السلطة على رأس جميع العرب والذواودة وازدادت سلطته نفوذا في الصحراء كلها شمالها وجنوبها"

.

قد يكون رحمه الله ارتبك بعض الأخطاء، وكل ابن آدم خطاء، لكنه يبقى واحدا من أنبل و أشجع أمراء العرب ، قاتل الفرنسيين الذين كانوا سعداء عندما علموا بمقتله غدرا بطعنة من الخلف في جلسة داخل خيمة و ليس أثناء معركة ، و قد قام بن قانة بنقل هذا الخبر السار الى القائد الفرنسي، وارسل اليه ختم فرحات بن سعيد و سيفه .

.

في مقبرة الذواودة بسيدي خالد، غير بعيد عن مسجد النبي خالد بن سنان العبسي ، وغير بعيد عن قبر (حيزية) ، يرقد جثمان آخر أمراء العرب الذواودة فرحات بن سعيد، و قد أعيد ترميم قبره مؤخرا بعد أن ظل مهملا لعقود طويلة .

.

آن الآوان لكتابة تاريخه كاملا ، و ما يخصنا نحن ، هو علاقته الوطيدة بمدينة بوسعادة و بالقبائل المجاورة لها ..

.

رحم الله شيخ العرب فرحات بن سعيد .